أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 قد يعجبك

ملخص قصة سيدنا ابراهيم مع أبيه

ملخص قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه

ملخص قصة سيدنا ابراهيم مع أبيه
بخصوص ملخص قصة سيدنا ابراهيم مع أبيه، وُلد نبيَّ الله ابراهيم –عليه السلام– في أرض بابل بالعراق، حيث تسمى "أور الكلدانية" وكانت هذه المدينة تقع في جنوب العراق، على ضفاف نهر الفرات، وكان أبيه، وقومه يعبدون الأصنام، وكان يسمى والد إبراهيم بـ "آزر"، ويعمل بنحت تماثيل من خشبٍ يعبدها، أو ليُعلقها قومه كـ زينةً في بيوتهم.


ملخص قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه:

كان يعبد قوم سيّدنا إبراهيم الأصنام، وكان أبوه ممّن يصنعونها، وبدأ سيدنا إبراهيم دعوته بدعوة أبيه، بأن هذه الآلهة التي يعبدها لن تغني عنه من عذاب الله –تعالى– شيئًا، وامتنع عن وصف أباه بالجهل، وكان يدعوه بلين، والرِّفق، والحجج المنطقية، إلّا أنّ أباه أصّر على موقفه، وطلب من إبراهيم أن يهجره، ويتركه، ثمّ انتقل إبراهيم إلى دعوة قومه، ولكنهم عاندوا، وأصروا على عدم الاستجابة.

1. دعوة سيدنا إبراهيم لأبيه وحواره معه:

سيدنا إبراهيم، هو أبو الأنبياء، وأحد أولى العزم من الرسل، فـ كان إبراهيم –عليه السلام– من يبلغ دعوة الله –سبحانه وتعالى–، وأوّل من يدعوهم الرسول هم الأقربون إليه، وأقرب الأقربين هم الوالدين؛ ولذلك بدأ ابراهيم دعوته، بدعوة أباه إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، كما وضح له، أن أتباعه هو وقومه لهذا المنهج من العبادة هو غير صحيح، ويؤدي بهم إلى الهلاك وعذاب الآخرة الباقي.

2. كيف كان يخاطب إبراهيم عليه السلام أباه:

كان يخاطب إبراهيم –عليه السلام– أباه بـِ (يا أبتي) دائمًا، ويدعو أباه "آزر" دعوة جامعة واضحة بأسلوبٍ محبب، ليس به إعاقة لوالده، وهناك عدة آيات من سورة مريم توضح خوفه على أبيه من عذاب القبر، وطريقته في توضيح خصائص الدعوة، وهي:

● إن الشيطان قد عصى الله، ويريد من كل الخلائق أن تتَّبعه وتعصي الله معه، وإن عبادة الشيطان واتِّباعه هو سبب العذاب والهلاك، كما جاء في كتاب الله –تعالى–: 
(يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا).

● خوف إبراهيم على أبيه من عذاب الله، نتيجة لعدم استجابته، وعصيانه لدين الله، فـ يخاف أن يمسه هذا العذاب مَسَّا، قال الله –تعالى–:
(يَا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا).

● ثم غضب والده من هذه الدعوة وهدده بالرجم والطرد، ومقاطعته زمنًا طويلًا، واستمر في الاستغفار لأبيه حتى بعد هجرته، حيث قال إبراهيم لأبيه: 
(قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيًّا)، 

3. ردة فعل والد إبراهيم تجاه دعوته
كعادة المعاندين للحق، الذين لا يردون بـ حجة، ولا يملكون سوى التهديد، فقد كان والده يغضب ويردُّ بالتهديد والوعيد، وكان دائمًا ينادي إبراهيم –عليه السلام– باسمه، ولا يقول له: (يا بني)؛ الكلمة التي تعبر عن عطف وحنان الأب.

4. دعوة سيدنا إبراهيم لقومه (عبدة الأصنام):

دعا سيدنا إبراهيم –عليه السلام– قومه إلى توحيد الله، الذي لا إله غيره، وترك ما يعبدون من أصنام، وأخذ يدعوهم بما ينفعهم في الحياة الدنيا والآخرة، وأثبت لهم أن هذه الأصنام لا تضرّ ولا تنفع، ولا حتى تستطيع الدفاع عن نفسها من الأذى، من خلال تحطيمه لأصنامهم بيده، ثم ترك أكبر الأصنام ولم يحطّمه؛ ليستخدمه في استثارة عقول قومه، ليسألوه عن فاعل التحطيم، وليعلموا بذلك أنّ هذه الأصنام عاجزة، لا تنفع ولا تضر، وأن الضار والنافع، والمنقذ والمهلك، هو الله عز وجل.

5. ردة فعل قوم إبراهيم تجاه دعوته

لم يستجب قوم ابراهيم لدعوته، بل عاندوا، وتمسكوا بالباطل، وأرادوا أن يلقوه في النار، يحرقوه، فـ قاموا بصناعة نار عظيمة، من حطب قاموا بتجميعه شهرًا كاملًا، ثم ألقوا ابراهيم بها، ولكن أتت رحمة الله الواسعة، وأمر الله هذه النار، بأن تكون بردًا وسلامًا على ابراهيم، وورد ذلك في قوله تعالى (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ)، وقد اطاعت الله، ولم يتأذى إبراهيم، بل عاش في هذه النار أنعم ايام حياته، ثم أمره الله بالهجرة.


السور التي ذُكرت فيها قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه:

فقد وردت دعوة سيدنا إبراهيم لأبيه، وقومه بترك عبادة الأصنام، وعبادة الله وحده لا شريك له، في سور:

• الأنبياء بداية من الآية 51.

• الشعراء بداية من الآية 69.

• الصافات بداية من الآية 109.

• الزخرف بداية من الآية 26.

بينما ورد عدد من الآيات توضح نقاشه مع أبيه كاملًا في سور:

• التوبة بداية من الآية 114.

• مريم بداية من الآية 41.

• الممتحنة بداية من الآية 4.


هل اسم والد سيدنا ابراهيم الحقيقي هو "آزر"؟

ورد في آيات القرآن الكريم أنّ اسم والد سيّدنا إبراهيم –عليه السلام– هو "آزر"؛ فقال –تعالى–: 
(وَإِذ قالَ إِبراهيمُ لِأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنامًا آلِهَةً إِنّي أَراكَ وَقَومَكَ في ضَلالٍ مُبينٍ).
ولكن قد تعدّدت أقوال المفسّرين في اسم والده؛ فـ بعضهم من قال إن اسمه آزر، ومنهم من قال أنّ اسمه تارح، وأنّ آزر هي صفة للذم بمعنى "الأعرج"، كما قال آخرون أنّ معناها الخاطئ والخرف، ولا يوجد أيّ دليل على إثبات صحة أحد هذه الأقوال على الآخر؛ ولكن من المرجح، والمؤكد هو عدم مخاطبة ابراهيم –عليه السّلام– بهذا الأسلوب من الذّم، فـ ينهي الطبري هذا الخلاف ويقول، إن الله –تعالى– قد أخبرنا أنّ اسم أباه آزر، وهذا القول هو المأخوذ، والمحفوظ من أهل العلم.


سنّ تكليف إبراهيم عليه السلام بالدعوة:

فـ هناك آيتان تشيران إلى عمره حين بُعث، وردت في القرآن الكريم، وتمثلت الأولى في قوله –تعالى–: 
(وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ). 
بينما الثانية في قوله –عز وجل–: 
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ).
وتدلّ كلمة (الرشد) الواردة في هذه الآيات، على الاهتداء إلى ما فيه خير، حيث فسرها أهل العلم، بأنّ الرُّشد يُؤتى للأنبياء قَبل النبوّة، فيُبعَثون على أحسن حال من هذه الهداية، والتوفيق، وتعنى (من قبل) أنّ ابراهيم قد سبق موسى وهارون –عليهما السلام– بالنبوّة، كما تدلّ كلمة (فتى) على أنّه بُعِث قبل الأربعين من عُمره؛ أي في سن صغير.


فوائد من قصة إبراهيم مع أبيه:

تشتمل قصة سيدنا ابراهيم –عليه السلام– مع أبيه على العديد من العبر والمواعظ، التي يجب أن نستفيد ونتعلم منها في حياتنا، ومنها:
  1. أهمية الإيمان بالله وحده لا شريك له، والدعوة إلى الحق.
  2. ضرورة الصبر والثبات على الحق، حتى لو كان القرار صعبًا.
  3. أهمية بر الوالدين، حتى لو كانوا على غير دين الحق.
  4. أهمية حب الآخرين، حتى لو كانوا مخالفين لنا في الدين.