كتب مصطفي المنفلوطي العديد من الروايات والقصص كما أنه له بعض مدونات في الشعر، وكان يعد من أفضل الكتاب في عصره ولعل من ضمن مؤلفاته هو كتاب العبرات والذي يضم العديد من القصص المختلفة، ومن بين هذه القصص كانت قصة الهاوية، لذا سوف نقوم بعملية تلخيص قصة الهاوية من كتاب العبرات باختصار.
تلخيص قصة الهاوية من كتاب العبرات:
تعد قصة الهاوية من القصص المميزة داخل الكتاب والذي يتضمن العديد من القصص لذا سوف نحاول تلخيص قصة الهاوية من كتاب العبرات في النقاط التالية:
1. التقاء الصديقين:
● تبدأ القصة بشاب يبحث عن الصديق الحقيقي وهذه الأحداث تكون في القاهرة، وفي يوم من الأيام يصادف ذلك الشاب شاب أخر عليه أجمل الثياب وأيضا يمتلك وجهاً بشوشا وكأنه هو الكمال الإنساني بحد ذاته ومعروف بالخير والصدق وجميع الصفات الحسنة.
● بعدها تدور الأيام ويصبح الاثنان أعز الأصدقاء إلى أن حدثت الكثير من الأمور في حياة الشخص الأول عكرت صفو حياته الهادئة وقرر بعدها ترك القاهرة والعودة إلى بلاده، وكان أكثر شيء أثر فيه هو تركه لصديق عمره.
2. الفراق ثم العودة من جديد:
● لكنهما لم يتوقفا عن مراسلة بعضهما، ولكن بعد حقبة من الزمن انقطعت الرسائل وأصبح لا يعلم أي شيء عن صديقه وألهته هموم الحياة عن السؤال على صديقه وبعد نحو 7 سنوات من الفراق قرر العودة مرة أخرى إلى القاهرة يسأل عن صديقه.
● وما أن وصل إلى القاهرة ذهب إلى بيت صديقه للسؤال عنه ولكنه تفاجأ مما رأى، فقد كانت البيت يشبه المقبرة كأن لا أحد يسكن فيه، وحينها سمع بكاء طفل رضيع فذهب وطرق الباب، وهنا فتح له طفل بالي الثياب.
3. الصدمة من الواقع الذي يعيشه الصديق:
● فسأل الطفل عن ابيه وأشار له بالدخول إلى أن رأى زوجة صديقه مرتدية ثياب سوداء بالية تجلس مقاعد مغبرة، وحينما التفتت إليه عاتبته على تركه لصديقه، وحكت له ما حدث لصديقه من تغييرات بعد أن أحاط به أصدقاء السوء، وكان رئيسه في العمل هو الشيطان الأكبر الذي ابعده عن الطريق القويم الذي يسلكه.
● فكان ينقطع عني وعن أولادي ولا نراه كثيرا وحينا يعود يضربني ويضرب أولادي وكان يأتي بأصدقائه للسهر في منزلنا، حتى أن أحد اصدقاءه حاول التحرش بي وهو لم يحرك ساكنا، وكنت أحتمي منهم عند الجيران.
● وأكملت وقالت له أن زوجها أصبح يشرب الخمر، وأصبح الفتى النبيل مستهترا سليط اليد واللسان لا يعرف عن الاحتشام شيء.
● كما أخبرته أنه باع كل شيء حتى المنزل الذين يسكنون فيه، وهي أيضا اضطرت لبيع كل شيء تملكه لكي تطعم أولادها وتسد الديون، ولم يتبقى شيء سوى راتبه الذي يذهب إلى الدائنين وفي النهاية علم ذلك الصديق أن صديقه لن يعود إلا في الصباح فذهب وعاد في اليوم التالي.
● وفي اليوم التالي تفاجأ بمظهر صديقه وكأنه أصبح رجلا مسنناً لا يشبه أبدا صورته القديمة، ولم يعرف حينها ما يفعل أو يقول له، ولكنه عاتبه على ما يفعله بنفسه وبزوجته وأولاده، وأخبره بأن الذين يقدمون على فعل هذه الأشياء المخلة هم العاطلون عن العمل الذين ضاقت بهم الحياة.
● وطلب منه أن يعاهده بأن يعود كما كان في الماضي ومد إليه يداه ولكن صديقه أبى أن يصافحه، وأخبره بأنه سوف يكمل هذه الحياة المريرة إلى النهاية وطلب منه أن يتركه ويذهب فلن يستطيع فعل أي شيء له، وهنا يذهب الصديق هائما وتركه وعاد إلى منزله.
4. نهاية الحياة المريرة:
● لنرى بعدها رئيسه في العمل وقد تخلى عنه وعزله من وظيفته، ولم يصبح لهذه العائلة أي مصدر رزق أخر، لتصبح الزوجة مغلوبة على أمرها وتقوم بإرسال أولادها للعمل في المنازل وذهبت للسكن في منزل بسيط، وقد كانت الزوجة حامل وتعبت كثيرا وقت وضع طفلتها، واصيبت بحمى النفاس فماتت وطفلتها ترضع من ثديها.
● ليعود الزوج في هذه اللحظة يصرخ ويبحث عن زوجته فوجدها على الأرض فأخذ يحركها حتى تستيقظ لكنها لم تستجب فخاف مما حدث وبينما هو يرجع للوراء داس على صدر طفلته فصرخت وماتت بعدها.
● ليصرخ هو بعدها ويخرج من المنزل لا يرى أي شيء حوله ويدفع كل يقف أمامه يصرخ "ابنتي، زوجتي"، وتنتهي به القصة مقيدا بالأغلال داخل مستشفى الأمراض العقلية، حيث يترحم المؤلف على زوجته وطفلتها وأولاده المشردين.
ملخص كتاب العبرات:
كتاب العبرات هو من أشهر الكتب التي ألفها الأديب المصري مصطفي لطفي المنفلوطي" والذي قدم فيه أجمل القصص فكان يعبر من خلالها عن كل ما كان يحول برأسه ومن القصص التي يضمها الكتاب هي قصة الهاوية واليتيم والحجاب والعقاب وغيرها من القصص الأخرى وملخصا للكتاب نجده يتحدث عن:
● المواضيع التي شغلت المجتمع في عصره وبين معارضه الناس وتأييدهم لهذه المواضيع، فكانت قصة الحجاب والتي وصف فيها مدى تأثير التفاوت الطبقي والمفاسد التي ظهرت في المجتمع وخاصة بعد الاستعمار الأجنبي.
● أيضا يتحدث في كتابه عن تقليدنا للغرب دون تفكير او رجوع عما نفعله، ولقد كانت جميع قصص الكتاب عبارة عن قطرات من الدموع تنسكب من عين القارئ.
● فالكتاب في مضمونة يتحدث توعية الشباب وتوجيههم إلى الطريق الصحيح بشكل غير مباشر لكي يسلكوا الطريق الصحيح ويتحلوا بمكارم الأخلاق ومحاسنها، فنجد أن المنفلوطي يقول في مقدمة الكتاب بأنه شخص بائس مثله مثل الجميع ولن يستطيع شخص مثله أن يمجوا بئس الباقيين وشقائهم، ولكنه كتب هذا الكتاب لعلهم يجدون فيه تعزية لحالهم وسلوى لهم.
تلخيص قصة الحجاب من كتاب العبرات:
كتاب الحجاب أحد فروع كتاب العبرات للأديب والشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي تكلم الكاتب عن الحجاب ولكن ليس من المنظور الشرعي ولا الأخلاقي ولكن تكلم عن حجب المرأة عن كل المخاطر التي تتعرض لها في الدنيا، وكان له وجه نظر أخري وهي أن المرأة دورها الوحيد في المجتمع أن تكون أم فقط، وقد عارض الكاتب فكرة عمل المرأة وخروجها إلى المجتمع وعارض كل مؤيد الحركة النسائية.
تلخيص قصة اليتيم من كتاب العبرات:
يعتبر تلخيص قصة اليتيم واحد من أهم القصص في كتاب العبرات حيث تحكي القصة عن معاناة اليتيم الذي فقد أهله وشعر بأنه فقد الحب والرحمة وتدور جميع الأحداث داخل القصة حول شاب فقد أمه وابيه وتولى تربيته عمه، ثم توفي عمه وطردته زوجته، وعاش في معاناة بعد فقدان عمه الذي كان يعتبره السند والعون له وتتوالى أحداث القصة حتى ينتقل الشاب إلى الرفيق الأعلى في نهايتها.
تعريف مصطفى لطفي المنفلوطي:
ولد مصطفي المنفلوطي في بلدة منفلوط في صعيد مصر وذلك في عام 1876م، كانت والدته تركية الأصل، ولقد نشأ في جو مليء بالغضب حيث كان مصر محلته من الإنجليز في هذا الوقت لذا كانت لديه رغبة دائمة في التحرر من هذا الاحتلال اما بالنسبة لتعليمه فنجد أنه:
● تربي على يد أعظم وأفضل العلماء في محافظة أسيوط مثل الشيخ "جلال الدين الاسيوطي" والفقيه " أحمد رضوان"، وكان دائم التردد على بيت الاستاذ "عبد الله هاشم" والذي كان السبب في حب مصطفي للأدب والشعر.
● ثم حفظ القرآن في سن صغير، وفي عمر الحادية عشر قرر والده إرساله للأزهر ليتعلم العلوم الشرعية، حيث مكث في الأزهر 10 سنوات تعلم فيها كل مل يتعلق باللغة العربية والشريعة الإسلامية.
● ولكنه كان يعترض على اسلوب الأزهر التعليمي، وذلك لأنه لا يتم فيه تدريس بعض الكتب الأدبية لذا كان يطالع هذه الكتب كلما تسنت له الفرصة.
● ولقد زاد حب المنفلوطي للكتب الأدبية، حتى أنه كان هناك بعض الكُتاب الذين كان يفضل القراءة لهم وهم ابن الأثير وابن المقفع وابن خلدون، كما أنه كان يحب القراءة لبعض النقاد مثل عياض والباقلاني والآمري وغيرهم الكثيرين.
● كما أنه نظم الشعر وهو مازال يدرس في الأزهر، وفي إحدى المرات كان قد نظم شعرا هجا فيه الخديوي عباس الثاني " وكان السبب في سجنه.
● وفي عام 1905 قرر المنفلوطي العودة إلى مسقط رأسه والاستقرار فيها وقد شغل الكثير من المناصب مثل محرر عربي في كل من نظارة لمعارف ووزارة الحقانية، وفي عام 1924 توفي المنفلوطي ورحل عن عالمنا إثر إصابته بذبحة صدرية.
أجمل ما كتب المنفلوطي:
للمنفلوطي العديد من المؤلفات منها كتاب العبرات، النظرات، الحجاب، رواية ماجدولين، الفضيلة، الشاعر ورواية في سبيل التاج.
أجمل ما قال المنفلوطي في الحب؟
قال في الحب بأنه يشبه الطائر الذي لا يستطيع العيش بدون الذهاب والإياب والتغريد والتنقير، فإذا قمت بحبسه تضعضع وتهالك وهذا هو الشخص الذي لم يطرق الحب بابه يصبح سجينا بين جمرات القفص الذي وضع نفسه فيه.
ماذا قال المنفلوطي عن الجمال؟
قال عن الجمال بأنه ذلك الشيء الذي يتناسب مع جميع الأجزاء المركب ما بين ماديات ومعقولات وخيالات وحقائق، وقد شبه ذلك بالوجه الجميل الذي تناسب مع جميع أجزائه، كذلك الصوت الجميل لا يعد جميلا إلا إذا تناسب بين نغماته، وقد قال بأنه لولا تناسق الأزهار ما هام الشعراء بها.
ماذا قال المنفلوطي عن القراءة؟
لا تعتبر قراءة الكتاب جيدة إلا أن تشعر بأن اعضاؤك اختلجت من مكانها وعيناك بدأت تدمع فإن حدث لك ذلك فهذا يدل على جمال أسلوب الكاتب ورقة عباراته ورشاقة الفاظه ودقة وصفه وتناسق فكره وقوة بيانه وسم لغته، وقد كان المنفلوطي يتمتع بكل هذا حتى إذا قرأت له شعرت بأنك هو الشخص داخل القصة.